المملكة زاخرة بالآثار والتراث الشاهدة على حضارتنا وتاريخنا

منذ سنة

الأستاذ/لافي هليل الرويلي

لا شك أننا نحتاج إلى جهد كبير وقراءات مستمرة في دواوين التاريخ وكتب الأمم والحضارات لنعرف كيف كانت حياة السابقين، وطبيعة أرضهم وما تعاقب عليها من تغيرات في العصور الغابرة أو القديمة، وأماكن تواجدهم، وطريقة تطور سبل العيش وما تركه الإنسان من ماديات، وكيف كان مستواه التعليمي، وآلية بناء المساكن، وفك رموز لغاتهم، وأنباء هلاكهم.

فهذا البحث والتنقيب يتطلب منا اطلاع مستمر ومعرفة بالمعلومات والمصادر والوثائق التي تسمى الآثار، وقد حثنا القرآن الكريم على السير في الأرض للنظر والتأمل والتدبر في تطور الخلق وكيف عاش الناس، وكيف هلكوا، وإثبات مواقعهم بالتواجد الجغرافي في أماكن عدة كالأحقاف والحجر ومصر وبكة والتواجد على ضفاف البحار، ووصف للتضاريس كما في قصة نوح عليه السلام وولده الذي غرق في الطوفان ولم ينقذه الجبل الذي اعتصم به.

وقد روى القرآن لنا أحداثا غير هلاك الأمم، تنموية وازدهار عظيم كبناء القصور والخزانات المائية كالسدود وغيرها، وذكر بعض المهن التي مارسها الإنسان في الأزمنة الغابرة، كما قص علينا عمارة البيت والمقام الذي وقف عليه إبراهيم عليه السلام، (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى).

الدين لم يغفل علم الآثار، وعلينا ألا نهمش هذا العلم بدليل هذه البيانات الكمية عن أحوال الطقس من ريح عاصف ومطر منهمر وصواعق مدمرة وزلزال ورجفة وكيف وصفها بالأيام والليالي وقد خلدها للمعتبرين، واهتم النبي بإثبات حقيقة تواجد الأقوام السابقة كما في قصة معركة تبوك ومروره بالمنطقة التي عاش فيها قوم ثمود.

وفي كل مدن المملكة العربية السعودية توجد مواقع جغرافية موثقة قصصها بالقرآن الكريم كأصحاب الأخدود بنجران، وأصحاب الفيل، وفي نجد مواقع العرب التي أثبتها المؤرخون بالأشعار ومنها مساكن قبائل اليمامة والمعلقات خير شاهد، وفي الجوف موقع أثري عظيم من دومة الجندل الى موقع الجمل بسكاكا (الرفيعة - اللقايط).

كل هذه المواقع التاريخية والتراثية التي وثقها القرآن الكريم وتشهد بتاريخنا الحافل وبما تركه لنا الأجداد، تحتاج منا لبذل المزيد من الجهد كي نبرزها ونعرفها للأجيال ونحيي في نفوسهم ثقافة الشغف بها والتعرف عليها والاهتمام والعناية بها.

علينا أن نسلط الضوء إعلاميًا لإعادة قراءة هذه الآثار والتراث العريق الذي بين أيدينا ولابد من محاورات ومحادثات ولقاءات إعلامية وصحافية وحوارية نعيد فيها النظر بشأن هذه الآثار ومراجع وتراث، ونتعمق في قراءة أدبنا بحس معاصر لنستجلي أسرارها التي مازالت شاهدة على عمق تاريخ المملكة.

"انتهى"