ما أروع تراثنا الوطني وكنوزنا التاريخية..

منذ سنة

المهندس/طلال بن نخيل الشرهان

رئيس مجلس الإدارة

ما أروع تراثنا الوطني وآثارنا التاريخية، كنوز ثمينة تختزنها أراضي المملكة، إهداء الأجداد الثري الذي تركوه لنا ومازال باقياً شاهداً على حضارات عاشتها بلادنا، تراث صنعوه عبر حقب تاريخية طويلة ورحلة موغلة في عمق الزمان، إنها ترسم ملامح بارزة وخطوطاً تضع بصمتها على هوية المملكة. 

ولا مراء أننا كمواطنين مطالبون بضرورة تكثيف الاعتناء بتراثنا الوطني، وتنمية وعي الأجيال بأهمية هذا التراث، وضرورة إبقائه حياً وحاضراً في عقولهم ووجدانهم، فالأمم التي تعتز بتراثها وثقافتها وتاريخها وماضيها العريق، هي أمم حية، تربط هذا الماضي بحاضرها، وتنطلق منه لتضع أقدامها على عتبة مستقبل مشرق مزدهر.

كانت هذه المشاعر وأحاديث الذات تراود نفر من المولعين والمحبين للتراث الوطني، لكنه تحول من أحاديث الذات والمشاعر، إلى فعل إيجابي على الأرض، عندما أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله – برنامجه للعناية بالتراث الوطني، فتقدمنا بطلب تأسيس "جمعية سفراء التراث"، وكذلك تجاوباً ومواكبة للاهتمام الذي تظهره رؤية المملكة 2030 من دعم وعون للتراث، بتشجيع من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ومهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله.

وانطلقت الجمعية التي حصلت على ترخيص من معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد بن سليمان الراجحي، لتعمل تحت إشراف وزارة الثقافة، ووضعت خطة طموحة تستهدف تنفيذ مشاريع وبرامج تعنى بالتراث الوطني، بالتعاون مع الوزارة، وهيئة التراث، من أجل تحقيق أهداف الاستراتيجية للجمعية، ومنها مشاريع تفاعلية مع فئات واسعة من المهتمين بالتراث.

كما أن لدى الجمعية برنامج للزيارات الميدانية لمواقع التراث لإتاحة الفرصة لأبناء الوطن ليشاهدوا ويتعرفوا على كنوزه، فضلاً عن سلسلة من الندوات والمؤتمرات والأمسيات والمعارض، والدورات التدريبية، والتي تسهم جميعها في تزكية الوعي المجتمعي بالتراث والثقافة الوطنية.

كل تلك البرامج والنشاطات تصب في قناة الأهداف التي وضعناها للجمعية والتي تتركز على تسليط شحنة قوية من الأضواء على كنوز التراث الوطني والمواقع الأثرية بمناطق المملكة، وتوثق حقباً طويلة من أزهى عصور تاريخ المملكة تشمل ما قبل الإسلام، ثم التاريخ الإسلامي، والتاريخ الحديث، والتي تعبر معالمها وعمارتها الإنشائية والمعمارية عن شخصية المملكة، من أجل زيادة الوعي المجتمعي بها، وتعريف الأجيال بقيمتها التاريخية والثقافية، وتعزيز روح الانتماء لثقافة وتراث الأجداد، كما تعمل بالتوازي مع ذلك على تعريف العالم الخارجي المتشوق لمعرفة تراثنا وحضارتنا الضاربة في أعماق التاريخ.

وتحتضن الجمعية نخبة من الكوادر والخبرات والكفاءات من محبي التراث والإعلاميين المتحمسين لإحيائه وتوصيل رسالة الجمعية للمجتمع وتسجيل التراث الوطني في قائمة التراث العالمي، هذه النخبة تشكل مجلس إدارة الجمعية ويقودون مسيرتها وأعمالها ومشاريعها لتحقيق أهداف الجمعية وغاياتها.

كما تحرص الجمعية على توثيق عرى التعاون مع كافة الكيانات والمؤسسات الحكومية أو الخاصة التي تعتبرهم الجمعية شركاء لها في بناء مشاريع تخدم الأهداف المشتركة للارتقاء بالوعي المجتمعي بالتراث، ومن هؤلاء الشركاء غرفة الرياض ممثلة في لحنة الثقافة والترفيه التي تقف مع الجمعية في جهودها من أجل رفع مستوى الوعي بالتراث.

وفي سبيل تعزيز أهداف الجمعية، رأت أن تستفيد من مواهب الكتاب وأصحاب الرأي والمهتمين بالتراث الوطني والآثار التاريخية، واستقطاب أقلامهم ومقالاتهم لتزكية الوعي المجتمعي بهذا التراث، ووجهنا الدعوة للجميع للتفاعل مع رغبة الجمعية في كتابة مثل هذه المقالات، وتزويد الجمعية بها، لنشرها في هذه الزاوية التي خصصتها الجمعية لهذه المقالات.

"انتهى"