قصر سعود وروضة السبلة مواقع تاريخية بارزة بالزلفي

منذ سنة

د/فهد بن سعود العصيمي

تزخر محافظة الزلفي بالعديد من المواقع التاريخية المهمة، والتي لو تنتظر المزيد من اهتمام الجهات المختصة بالعناية بالتراث الوطني، حتى تتحول إلى معالم تاريخية وسياحية بارزة؛ حيث إنها تمتلك المقومات التي تجعل منها واجهة تراثية براقة، ومن هذه المعالم التاريخية: قصر سعود، وهو قصر تاريخي بناه الإمام سعود الكبير عندما حاصر الزلفي عام 1194 هـ في عهد والده الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود (الدولة السعودية الأولى).
كما تحتضن الزلفي معلماً تاريخياً آخر لا يقل أهمية وهو روضة السبلة، وهي الموقع الذي شهد معركة خلدها التاريخ باسمها: "معركة السبلة"، وسبب تسمية هذه المعركة بالسبلة نسبة إلى موقع المعركة، والتي دارت رحاها في منطقة روضة السبلة شمال شرق مدينة الزلفي.
وتقع روضة السبلة بين منطقتي الزلفي، وجبال الزلفي، وهو بالمناسبة سهل منبسط واسع يفرغ في وادٍ يسمى وادي مرخ، حيث ينحدر من الجبال العالية في شمال اليمامة، ومن وادي الغاط، ليصب في هذا السهل المعروف، ويقع السهل – روضة السبلة - شمال شرقي الزلفي، ويَبعُد عن المحافظة مسافة 15كم على طريق الزلفي-الأرطاوية، ويصب فيها عددٌ من الأودية والشعاب؛ أشهرها وادي مرخ، ووادي النوم.
وتمتاز روضة السبلة بكثرة نباتاتها وتنوّعها، حيث رصد أحد الباحثين أكثر من ١٥٠ نوعاً من النباتات فيها، ومن أشهر النباتات التي تزيّن الروضة: النفل والخزامى والبابونج والحنوة والحوذان والأقحوان (القحويان) والقرقاص والخباز والجرجير والسليح والكحيل واليهق والرشاد وأنواع أخرى كثيرة.
كما ينتشر في الروضة عددٌ من الأشجار والشجيرات، أهمها: الطلح والعشر والسدر والعوشز والشبرم؛ ما يجعلها مقصد المتنزهين من مختلف مناطق المملكة، إضافة لمواطني الدول الخليجية القريبة للتمتع بجمالها ومناظرها الجذابة.
ولَكَم أتمنى أن يتم تسجيل هذه الروضة كمعلم من معالم السياحة في المملكة، خصوصاً وأنها ترتبط بهذا الحدث التاريخي المهم والمؤثر في تأسيس هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية، والذي تحتفل المملكة وشعبها الأبي بذكرى هذا التأسيس كل عام .
وكلي أمل أن تتبنى هيئة التراث هذا المطلب، بما يتواكب مع الاهتمام الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – للتراث والمعالم التاريخية والسياحية في المملكة، لما لذلك من مردود تاريخي وثقافي واقتصادي وطني ودولي، فآمالنا كبيرة للاهتمام بهذه المعالم المهمة وإعطاؤها ما تستحقه من الرعاية والعناية والتقدير.
"انتهى"